نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 34
بعضها له لصحّة
السياسات والأوامر المذكورة وتحقّق فائدة البعثة ، كما أنّ صحّة علم الطب لاتنافي
عدم قبول بعض الأمراض للعلاج.
والجواب : أنّ عدم القبول في البعض على
سبيل الامتناع كما هو شأن الطبيعي ممنوع ، غاية ما هناك كون بعضها عسرة الحصول
صعبة القبول على مقتضى الأمزجة ، والمقتضى ليس من اللوازم كما ذكرنا.
وقيل : يكون بعضها طبيعية وبعضها عادية
، ويظهر وجهه مما ذكر مع جوابه. فخير الأقوال أوسطها. قال المعلّم الأوّل : يمكن
صيرورة الأشرار أخياراً بالتأديب.
فصل
المراد من تهذيب الأخلاق تعديلها إلى
الوسط من الإفراط والتفريط ، وردّ كلّ قوّة إلى كمالها ، وهو المراد من التغيير لا
إماطة القوّة رأساً ، لأنّ لكلّ من القوى فائدة ضروريّة خلقت لأجلها ، وهي بمنزلة
الآلة لما هو مقصود لذاته ، ولولاها لضاع المقصود الأصلي ، فتعديل القوّة الغضبية
خلوّ النفس عن الجبن والتهوّر ، وكونها بحيث يحصل منه [١]الغضب المحمود شرعاً وعقلاً ، ولا يحصل
المذموم كذلك ، وكذا الشهوة ، ولا ريب في إمكانه ، فكما أن النواة يمكن صيرورتها
بالتربية نخلاً لوجود قوة النخليّة فيها وتوقّف فعليّتها على التربية التي هي بيد
الإنسان ، فكذا تعديل قوّتي الشهوة والغضب بالمجاهدة ممكن ، وإن لم يمكن رفعها
بالكلّية.
ثم أنّه تختلف مراتب التأديب والسياسة
باختلاف الاشخاص في الأمزجة ورسوخ العادة ، والأسهل قبولاً لها الأطفال ، لخلوّ
نفوسهم عن الأضداد المانعة ، فيجب على أوليائهم تأديبهم بالآداب الحسنة ، وزجرهم
عن الأفعال الذميمة ، حتّى تعتاد نفوسهم بذلك ، والمؤدّب الأوّل هو الناموس الإلهي
، والثاني أرباب المعارف الحقّة الراسخون في العلم ،
١ ـ كذا ، والظاهر :
منها.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 34