نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 33
أنّ جلاً زال عن
خلقه فلا تصدّقوه ، فإنّه سيعود إلى ما جبل عليه ». [١]
وفيه أنّ توابع المزاج من المقتضيات
الممكنة زوالها لا من اللوازم ، لكون النفوس متفّقة الحقيقة ، وخلوّها في بدو
الفطرة عن جميع الأخلاق والأحوال كما هو شأن العقل الهيولاني ، فهي كصحائف خالية
عن النقوش وما يحصل منها إمّا من مقتضيات العادة بالاختيار والرويّة ، أو استعداد
الأمزجة ، والمقتضى ممكن الزوال ، كالبرودة للماء ، ولا يمتنع انفكاله كالزوجيّة
للأربعة ، والخبران بعد ثبوتهما لا دلالة لهما أصلاً.
وقيل ليست طبيعيّة ولا منافية للطبيعة ،
بل هي خالية في بدو الفطرة عن جميعها ، فما يوافق مزاجه يسهل تصييرها ملكة
بالممارسة والاعتياد ، وما يخالفه يصعب تحصيله فيحتاج إلى تكلّف.
ويظهر وجهه ممّا ذكرناه.
وربما يقرّر الحجّة هكذا : الأخلاق
قابلة للتغيير ، وكلّ ما كان كذلك فليس طبيعيّاً والكبرى ضروريّة ، والصغرى
وجدانيّة لما نجد من صيرورة الخيّر شريراً بمصاحبته وبالعكس ، وتأثير التأديب
والتعليم في زوالها ولولاه لم يكن للفكر فائدة ، وبطلت السياسات.