responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 230

وكان يحيى بن زكريّا يلبس المسوح حتى نقب جلدده تركاً للتنعّم والاستراحة ، فسألته أمّه ليس جبّة من الصوف ففعل ، فأوحى الله إليه : يا يحيى! [ عليّ ] الدنيا فنزع وعاد إلى ما كان عليه. [١]

وكان نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله المقصود من خلقة الدنيا من شدّة زهده لم يشبع هو وأهل بيته مدّة عمره غدوة الا وجاعوا عشية وبالعكس ، وإنّ بعض زوجاته بكت يوماً ممّا رأت به من الجوع وقالت له : ألا تستطعم الله فيطعمك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « والذي نفسي بيده لو سألته أن يجري معي جبال الدنيا [ ذهباً ] لأجراها حيث شئت من الأرض ، ولكني اخترت جوع الدنيا على شعبها ، وفقرها على غنائها ، وحزنها على فرحها ، إن الدنيا لاينبغي لمحمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ الله لم يرض لأولي العزم من الرسل الا الصبر على مكروه الدنيا والصبر عن محبوبها ... الحديث ». [٢]

وأخبار زهد أميرالمؤمنين عليه‌السلام أشهر من أن يذكر ، وكذا من بعده من الأوصياء الماضين ، والسلف الصالحين ، فإنّ حكايات زهدهم مشهورة ، وفي السير وغيرها مسطورة.

ثم إنّ للزهد باعتبار نفسه درجات ثلاث :

أولاها : الزهد في الدنيا مع الميل إليها بالمجاهدة والرياضة ، وهو التزهّدو.

وثانيها [٣] : الزهد فيها بطوع وسهولة لاستحقاره لها ، بالاضافة إلى لذّات الآخرة ونعيمها ، كالذي يترك درهماً لألف درهم.

وثالثها : الزهد فيها لكراهته لها وعداوته إيّاها ، بعلمه بكونها أخباثاً قذرة وسموماً مهلكة فيهرب منها ويبغضها ، فهو كالتارك للحيّة القاتلة ،


١ ـ المحجة البيضاء : ٧ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، وفيه : « ثقب جلده ».

٢ ـ المحجة البيضاء : ٧ / ٣٥٣ ـ ٣٣٥٤.

٣ ـ كذا ، والظاهر : ثانيتها وثالثتها.

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست