نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 228
الزائد عليه فهو وإن
جاء ت به الرخصة من الشريعة حتّى إنّ الشبع المذموم ليس حراماً شرعاً ، لكن لاريب
في رجحان تركه بالمرّة ، وكونه بحيث يترتّب عليه فوائد جليلة ومنافع عظيمة ،
والتحديد الوارد في بعض الأخبار ليس الا بباناً لأقلّ مراتب الرجحان وأدناها الذي
يلحق تاليه بالمرتبة البهيمية كما قال النبي صلىاللهعليهوآله
في ذلك الحديث :
« فإن كان أولابدّ ـ فاعلاً فثلث لطعامه
وثلث لشرابه وثلث للنفس ». [١]
وهذا صريح في أنّه ليس راجحاً وممدوحاً
في حدّ ذاته ، بل الممدوح كذلك ما أشار إليه أوّلاً وإنما هو أدون مراتبه الذي
يلحق تاليه بمرتبة البهائم ، فإنّ التكاليف تختلف بالنسبة إلى الأشخاص والأحوال ،
وكذا الحال في النكاح ، وهو واضح.
فصل
الزهد من أرفع منازل الدين وأعلى مقامات
الساكين ، وهو ترك العلاقتين بالدنيا والعدول عن الدنيا إلى الآخرة ، أو عن غيره
تعالى وهو أعلى مراتبه المختصّ بالصدّيقين ، فلا يكون في هذه المرتبة خوف من النار
أو طمع في الجنّة ، فظهر أنّ تارك الدنيا للدنيا أو لعجزه عن تحصيلها أو لخوفه من
آلامها ومشاقّها أو لثقل حفظها أو تحصيلها عليه ليس زاهداً.
والآيات في مدح ترك الدنيا متكاثرة ،
والأخبار متظافرة ، وقد أشرنا إلى بعضها.
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: « إذا رأيتم العبد أعطي صمتاً وزهداً في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة
». [٢]
وقال صلىاللهعليهوآله
: « من أراد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلّم وهدى بغير هداية
١ ـ المحجة البيضاء
: ٥ / ١٤٧ مع اختلاف.
٢ ـ المحجة البيضاء
: ٧ / ٣٥١.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 228