نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 124
فصل
اليقين من أقوى أسباب السعادة مطلقاً ،
بل في الالهيّات من أعظم أصول الايمان وأركانه وأركانه وسائر مراتبه من فروعه
وأغصانه ، فهو أشرف الفضائل والكمالات والكبريت الأحمر الذي لا يظفر به الا الخلّص
من ذوي السعادات ولا يصل إليه الا شرذمة نم العرفاء وقليل من كمّل الأولياء.
قال النبّي صلىاللهعليهوآله : « اليقين كلّ الايمان ». [١]
وقال : « من أقلّ ما أوتيتم اليقين
وعزيمة الصبر ، ومن أوتي حظّه منهما لم يبال ما فاته من صيام النهار وقيام الليل
». [٢]
هذا ، ولليقين معنيان :
أحدهما
: وهو الشائع في الاصطلاحات الاعتقاد
الثابت الجازم المطابق للواقع الذي لا يتصوّر فيه شكّ ، ولا يزول بشبهة ، سواء كان
بديهياً أو نظريّاً ، فخرج الجهل المركّب والبسيط والشكّ ، فإن اعتبرنا الأخير في
العلم كانا مترادفين ، والا كان نوعاً منه ، وعلى هذا التفسير لايوصف بالضعف
والقوّة ، إذ لاتفاوت في نفي الشكّ.
ثانيها
: للعرفاء والمتصوّفة وهو ميل النفس إلى
التصديق بشيء واستيلاثه على القلب بحيث يصير هو الحاكم المتصرّف فيه بالأمر والنهي
والمنع والتحريض ، ولاشكّ في أنّ الناس يشتركون في القطع بالموت وعدم الشكّ فيه ،
لكن أكثرهم لا يلتفتون إليه ، فكأنّهم لم يؤمنوا به وفيهم من استغرق همّه فيه
بالاستعداد له ، وهو بهذا المعنى يوصف بالقوّة والضعف ، ومراتبه لايتناهى بحسب
استعداد الناس للوصول إليه ، ويختلف بكلا معنييه بالقلّة والكثرة بحسب المتعلّق ، فكما
يقال فلان كثير العلم بكثرة معلوماته ،
١ ـ المحجة البيضاء
: ١ / ١٥٠ ، وفيه : « اليقين الايمان كلّه ».
٢ ـ المحجة البيضاء
: ١ / ١٥١.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 124