responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 123

ودقائق الفتن ، فكان عمر وعثمان وغيرهما يسألونه عن الفتن العامة والخاصة ، وكان يسائل عن المنافقين فيخبر بأعداد من بقي منهم ، ولايخبر بأسمائهم ، وكان عمر يسأله عن نفسه هل يعلم به شيئاً من النفاق؟ وكان إذا باسمائهم ، وكان عمر يسأله عن نفسه هل يعلم به شيئاً من النفاق؟ وكان إذا رأى جنازة نظر فإن حضر حذيفة صلّى عليها والا ترك ، وكان يسمّى صاحب السرّ. ـ انتهى ملخّصاً. [١]

ومنها : أن يكون اعتماده على ما فهمه واستنبطه من كلام الله ورسول الله والأئمّة المعصومين عليهم‌السلام وسيرتهم تحقيقاً دون ما سمعه من الغير أو جده في كتابه تقليداً ، إذ لاحجّة في كلام الغير ولا في فعله ، سيّما مع كثرة الحوادث من الأغراض الفاسدة ودواعي الشرّ والنفاق ، فلا عبرة بغير من عصمه الله تعالى عن جميع ذلك.

ومنه ظهر أمارات علماء السوء الذين باعوا ما يهمّهم بما يهمّ غيرهم ايثاراً لقرب الخلق على القرب من الله ، وغاية آمالهم من تحصيل العلم أن يعدوا عند الجهّال وأبناء الدنيا فضلاء محقّقين ، وجزاؤهم من الله تعالى أن يخيبوا عمّا أمّلوه بل يتكدّر عليهم العيش بالنوائب ، ثم يردوا يوم القيامة مفلسين نادمين ممّا يرونه من فوز المقربين وربح العالمين (العالمين خ ل) وذلك هو الخسران المبين.

فتيقّظ يا حبيبي من نومة الغفلة. واعلم أنّ الحقّ مرّ والوقوف عليه صعب ، وطريقه وعر ، ودركه شديد ، ولذا لم يمل إليه الخلق ، ولم يرغبوا الا إلى ما هو الأسهل والأوفق بالطبيعة ، ولقد أجاد من قال :

الطرق شتّى وطرق الحقّ مفردة

والسالكون طريق الحقّ أفراد

والخلق في غفلة عمّا يراد بهم

فجلّهم عن سبيل الحقّ رقّاد

لايعرفون ولايدرون مقصدهم

فهم على مَهَل بمشون قصّاد

أعاذنا الله من شرّ النفس وجماحها ، ووفّقنا لما فيه خيرها وصلاحها.


١ ـ المحجة البيضاء : ١ / ١٦١ ـ ١٦٢.

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست