نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 220
بيـان :
دلت الآية على تكلم جلود البشر ونطقها
بإنطاق الله لها ولكلّ شيءٍ. وآية ( وإن من شيءٍ إلاّ
يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً )[١].
نصّت على أنّ الكائنات تسبّح الله تعالى ، وتسبيحها دالّ بوضوح على تمتعها بنعمة
الإدراك والشعور ، وعلى نوع من التعقل ، بدليل إرجاع ضمير ذوي العقول إليهم ،
بقوله تعالى : ( تسبيحهم ) ولم يقل عزّ من قائِل ( تسبيحها ). وفي
آخر الآية بشارة ونذارة : أما البشارة فهي إمكان تعقّل البشر تسبيح الكائنات
وتفقهه [١]
ويتجلى ذلك بما فيها من التنذير بأنّ ترك تفقّه تسبيحها من السفاهة والذنب ؛ إذ لا
حلم إلاّ عن سفه ، ولا غفران إلا عن ذنب ، فلولا أن تفقّه التسبيح مستطاع للبشر
وميسور له ، لما كان ترك ذلك معدوداً من الذنوب ، وأنه عمل سفهي يغفره الله عزّ
وجلّ ويحلم عنه ، وفي إنذار ذلك دلالة على البشارة المذكورة ، على سبيل الإشارة
التي تكفي الحرّ المتدبّر في الآية ( فقال لها وللأرض
ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )[٢].
صرّحت الآية على أنّ السماء والأرض تقول
كما نقول ، ولهما كلام ككلامنا ؛ والتأويل بأنّه ليس قولهما كالقول قول بلا دليل ،
ويأتي مزيد توضيح له في المقام الثاني ، وإذا ثبت لهما ثبت لغيرهما للمشابهة في
الجميع.
ومن الرواية الدعاء الخامس والأربعون من
الصحيفة السجادية :
١ ـ الإسراء : ٤٤.
ولعل المناسب لذكر المقام
الأول ـ وهو سلامنا على الكائنات ـ بعض المذكورات فيه من آية أو رواية ، وقد دريت
أننا أولاً بصدد إثبات الإدراك لهنّ ، حتى يتسنى لنا السلام عليهن ، ومن ثم جئنا
بالآية أو الرواية ، ومما يدلنا على إدراكهنّ ، ما جاء من ترحيب الإمام الكاظم عليه
السلام في دعاء يوم الاثنين أوّله :
« مرحباً بخلق الله الجديد ...
» رواه الشيخ الكفعمي طاب ثراه في البلد الأمين ١١٧. إذ لو لم يكن لخلق الله من
سماء ، وأرض ، وشجر ، ومدر ، من شعور وإدراك لكان الترحيب لغواً محضاً ، وتعالى
كلام المعصوم من اللغو.
٢ ـ فصّلت : ١١.
نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 220