لهذه الخصائص وغيرها ، ممّا جاء فيه في
بقيّة الآيات ، اقتضى تسليمه على نفسه ، ولعلّ الوجه في ذلك أنّه من الأنبياء
الذين ليس كمثل يحيى في درجتهم ، وإن كان هو منهم ، كما صرّح في الآي المتقدّمة
الذكر. وكيف كان فالسلام عليهما من الله ، أو من نفسهما من المكرمات التي خصّهما
الله تعالى بها ، وليس معنى ذلك أنّ سواهما من نبيّ ، أو وصيّ ، أو مؤمن مرضيّ عند
الله عزّ وجلّ ، ليس له من السلام في المواطن الثلاثة نصيب ، خاصّة السلام بمعنى
الأمان من العذاب ، وقد قال تعالى : ( إنّ المتّقين في مقام
أمين )[٦].
والأمن والأمان لا ينفكّ عن كلّ متَّقٍ
، فضلاً عن الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام
، ومنها زيارة الإمام الحسين عليهالسلام
في صحيح بيّاع السابري ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليهالسلام
كتب الله له حجّة ، وعمرة ، وعمرة ، وحجّة ، قال :
١ ـ البقرة : ٨٧.
٢ ـ آل عمران : ٤٥.
٣ ـ النساء : ١٧١ :
٤ ـ مريم : ٣٤.
٥ ـ الحديد : ٢٧.
٦ ـ الدخان : ٥١.
نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 217