وقد أوضح الشريف الجرجاني عقيدة الاَشاعرة في «شرح
المواقف» حيث قال: إنّ أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله
سبحانه وحدها وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل الله سبحانه
أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختياراً، فإذا لم يكن
هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارناً لهما، فيكون فعل
العبد مخلوقاً لله إبداعاً وإحداثاً ومكسوباً للعبد، والمراد بكسبه
إيّاه مقارنته لقدرته وإرادته من غير أن يكون هناك منه تأثير أو
مدخل في وجوده سوى كونه محلاًّ له. هذا مذهب الشيخ أبي
الحسن الاَشعري[2]
يلاحظ على هذا التفسير:
1. انّ هذا الرأي خلاف الفطرة الاِنسانية وخلاف ما يجده
كل إنسان في قرارة نفسه، حيث يعتقد بأنّ للاَشياء كالعقاقير
والنباتات آثاراً يُتداوى بها، ولا معنى لخلق ذلك العلم الخاطىَ
والباطل في نفوسنا، ولا فائدة له سوى الاِغراء بالجهل، وهو
قبيح شرعاً. كما هو قبيح عقلاً. والاَشعري وإن لم يكن قائلاً
بالحسن والقبح العقليين لكنّه يقول بهما شرعاً.