responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 38

التصديق، فما دل على أنّ الاِيمان لا يقبل الزيادة والنقصان كان مصروفاً إلى أصل الاِيمان. وما دل على كونه قابلاً لهما فهو مصروف إلى الاِيمان الكامل [1] أقول: إنّ القول بأنّ الاِيمان لا يزيد ولا ينقص أشبه بقول المرجئة الذين رفعوا شعار لا تضّر المعصية مع الاِيمان، فاكتفوا بالتصديق وأهملوا العمل، فقالوا: إنّ إيمان واحد منّا، كإيمان جبرئيل ومحمّد [2] ولاَجل ذلك ترى أنّ المحقّقين رفضوا ذلك الاَصل وقالوا بأنّه يزيد وينقص حتّى ولو فسّـر بالتصديق. وذلك لاَنّ للتصديق درجات ومراتب وليس تصديق الرسول كتصديق الولى، ولا تصديقهما كتصديق سائر الناس، قال سبحانه: (وإذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إيماناً)(الاَنفال ـ 2) وقال سبحانه: (إنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيماناً )(آل عمران ـ 173) وقال سبحانه: (وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وما زادَهُمْ إلاّ إيماناً وتَسلِيماً)(الاَحزاب ـ 22) والمراد من الاِيمان هو التصديق بقرينة عطف "تسليماً" عليه. إنّ الاِيمان يزيد وينقص في كلا الجانبين، أمّا من جانب العقيدة: فأين إيمان الاَولياء والاَنبياء بالله ورسوله من إيمان سائر الناس، وأمّا من جانب العمل، فأين إيمان من لا يعصي الله سبحانه طرفة عين بل لا يخطر بباله العصيان، من الموَمن التارك للفرائض والمرتكب للكبائر. ثم لا ننكر أنّه ربما يوَدي ترك الفرائض وركوب المعاصي مدّة طويلة إلى الاِلحاد والاِنكار والتكذيب والجحد، قال سبحانه: (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الّذينَ أساءُوا السُّوأى أنْ كَذَّبُوا بِاياتِ اللهِ وكانُوا بِها يَسْتَهزِءُون )(الروم ـ 10) .


[1] المجلسي: البحار: 69|201.
[2] ابن شاذان: الاِيضاح: 46، قال ناقلاً عنهم: إنّه إذا أقرّ بلسانه بالشهادتين أنّه مستكمل الاِيمان، إيمانه كإيمان جبرئيل وميكائيل ـ صلى الله عليهما ـ فعل، ما فعل، وارتكب ما ارتكب.
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست