نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 5 صفحه : 315
فقال الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى شأنه بالمبصّرات والمسموعات .
وقال الجمهور منّا ومن المعتزلة والكّرامّية: إنّهما صفتان زائدتان على العلم.
وقال ناقده: أراد فلاسفة الإسلام; فإنّ وصفه تعالى بالسميع والبصير مستفاد من النقل، وإنّما لم يوصف بالشمّ والذوق واللّمس; لعدم ورود النقل; وإذا نُظر في ذلك من حيث العقل، لم يوجَد له وجه سوى ما ذكره هؤلاء; فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها، ممّا لا يمكن بالعقل.
والأولى أن يقال: لمّا ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنّهما لا يكونان إلاّ بالآلتين المعروفتين، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما. انتهى»[1].
ولعلّ المراد هذا هو معنى قوله: «والسمع دلّ على اتّصافه تعالى بالإدراك والعقل على استحالة الآلات» فتدبّر.
وقريب من هذا ما قال الشارح العلاّمة (رحمه الله) في شرح هذا الكلام: «اتّفق المسلمون كافة على أنّه تعالى مدرِك، واختلفوا في معناه: فالّذي ذهب إليه أبو الحسين أنّ معناه علمه بالمسموعات والمبصرات. وأثبت الأشعريّة وجماعة من المعتزلة له صفةً زائدة على العلم .