responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 218

المبحث الثّاني

في أنّ المعتبر في كون الشيء

معقولاً تجرّده عن المادة

قد اتّفقوا الحكماء على أنّ المعتبر في كون الشيء معقولاً تجرّدُه عن المادّة فقط، وفي كونه عاقلاً تجرّده عن المادّة وكونُه قائماً بذاته معاً; لأنّ ما لا يكون قائماً بذاته يكون حاصلاً لغيره لا حاصلاً لنفسه، وما لا يكون حاصلاً لنفسه فكيف يكون شيء آخَرَ حاصلاً له؟! وحقيقة العلم إنّما هو حصول شيء لشيء كما مرّ غيرَ مرّة، فلا يجوز كون شيء من الصور والأعراض عاقلاً، ولا يلزم كون المادّة ـ لكونها قائمةً بذاتها ـ عاقلةً; لأنّ مرادهم من القائم بذاته أن يكون موجوداً بالفعل وقائماً بذاته، ووجود المادّة في حدّ ذاتها ليس بالفعل، بل بالقوّة; فإنّ فعليّة المادّة إنّما هو بالصورة المقيمة لها لا بذاتها.

وما قيل ـ من أنّه لو كان حقيقة العلم هو الحصول، لكان كلّ جماد عالماً; إذ ما من جماد إلاّ وقد حصل ماهيّته له، والمعلوم من كلّ شيء إنّما هو ماهيّته ـ فمندفع بأنّ الصور الجماديّة لمّا كانت قائمةً بموادّها فماهيّاتها كانت حاصلةً لموادّها، لا لأنفسها على ما مرّ.

وأيضاً ما هو شرط في المعقوليّة ـ أعني: التجرّد عن المادّة ـ مفقود في الصور الجماديّة ; لكونها مقارنةً لموادّها.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست