responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 200

فمن البيّن أنّه ليس يمكن أن يتصوّر العلّة منها معلولَها، وإلاّ أمكن أن يعود العلّة معلولةً ويستكملَ الأشرف بالأقلّ شرفاً، وذلك محال .

ومن هاهنا يظهر ـ كلّ الظهور ـ أنّه إن وُضع لها مبدأ أوَّل ليس بمعلول الشيء ـ على ما تبيّن في ما سلف أنّه لا يَتصوّر إلاّ ذاته، وليس يتصوّر معلولاتِه وليس هذا شيء يخصّ المبدأ الأوّل منها، بل ذلك شيء يعمّ جميعها حتّى عقول الأجرام السماويّة ـ فإنّا لا نرى أنّها تتصوّر الأشياء الّتي دونها، [1] فإنّه لو كان لذلك لاستكمل الأشرف بالأخسّ[2]، وإذا كان الأمر على هذا، فكلّ واحد من هذه المبادئ وإن كان واحداً ـ بمعنى أنّ العاقل والمعقول فيه واحد ـ فهي في ذلك متفاضلة، وأحقّها بالوحدانيّة هو الأوّل البسيط، ثمّ الّذي يليه.

وبالجملة: فكلّ ما احتاج في تصوّر ذاته إلى مباد [3] أكثر، فهو أقلُّ بساطةً وفيه كثرة مّا وبالعكس، فكلّ ما احتاج في تصوّر ذاته إلى مباد أقلّ فهو أكثرُ بساطةً، حتّى أنّ البسيط الأوّل بالتحقيق إنّما هو الّذي لا يحتاج في تصوّر ذاته إلى شيء من خارج.

فهذا هو الّذي أدّى إليه القول من أمر تصوّر هذه المبادئ. إلاّ أنّه قد يلحق ذلك شَناعاتٌ كثيرة:

أحدها: أن تكون هذه المبادئ جاهلةً بالأشياء الّتي هي لها مباد،


[1] في المصدر: «دونها على نحو وجودها».


[2] وكانت تصوراته كائنة فاسدة كالحال في المعقولات الإنسانيّة.


[3] في د وفي المصدر: «إلى مبادئ».

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست