responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 162

وإن جعلتَها أُموراً مفارقة لكلّ ذات، عرضت الصور الأفلاطونيّة، وإن جعلتَها موجودةً في عقل مّا أو نفس مّا، عرض أنّه لَما كانت تلك الأشياء المرتسمة في ذات الشيء من معلولات الأوّل، فتدخل في جملةِ ما الأوّلُ يعقل ذاتَه مبدأً له، فيكون صدورها عنه لا على أنّه إذا عقله خيراً وُجد; لأنّها نفس عقله للخير، أو يتسلسل الأمر ; لأنّه يحتاج أن يعقل أنّها عُقلت وكذلك إلى ما لا نهاية له، وذلك محال، وهي نفس عقله للخير. فإذا قلنا: لما عقلها: وُجدت ولم يكن معها عقل آخرُ ولم يكن وجودها إلاّ أنّها تعقّلات، فإنّا نكون كانّا قلنا: لأنّه عَقَلها عَقَلها، أو لأنّها وُجدت عنه وُجدت عنه، فينبغي أن تجتهد جهدَك في التخلّص عن هذه الشبهة، وتتحفّظ أن لا يتكثّر ذاته، ولا نبالي بَأن تكون ذاته مأخوذةً مع إضافة مّا ممكنةَ الوجود ; فإنّها من حيث هي علّةٌ لوجود زيد ليست بواجبة الوجود، بل من حيث ذاتها، وتعلمَ أنّ العالَم الربّوبيّ عظيم جدّاً انتهى»[1].

فقوله: «ولا نبالي » صريح في اختيار هذا الشقّ. وأمّا بيان عدم المبالاة بلزوم كون ذاته تعالى من هذه الجهة ممكنةَ الوجود، فسيأتي، فتأمّل ليظهر لك أنّ ما قيل نظراً إلى هذا الكلام ـ من أنّ الشيخ في " الشفاء" متحيّر شاكّ في أمر هذه الصور ـ توهّمٌ محض.

وقال أيضاً: «اعلم: أنّ المعنى المعقول قد يؤخذ من الشيء الموجود، كما عرض أن أخذ[2] من الفلك بالرصد والحسّ صورتَه المعقولة، وقد تكون الصورة المعقولة غيرَ مأخوذة من الموجودة، بل بالعكس، كما أنّا


[1] إلهيّات الشفاء: 2 / 364 ـ 366 .


[2] في د: «أخذنا» كما في المصدر.

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست