وهو أنّ علمه تعالى بالأشياء زائدة عليها مطابقة لها قائمة بذات المعلول الأوّل لا بذاته تعالى .
كما نَقل عنه في كتاب " الملل والنحل " أنّه قال: «إنّ القول الّذي لا مردّ له هو أنّ المبدِع ولا شيء مبدَع، فأبدع الّذي أبدع ولا صورة له عنده في الذات; لأنّ قبل الإبداع إنّما هو فقط، وإذ كان هو فقط، فليس يقال حينئذ جهة، وجهة ; حتّى يكون هو صورةً، أو حيث وحيث، حتّى يكون هو، ذا صورة. والوحدة الخالصة تنافي هذين الوجهين .
وهو [2] يؤيَّس [3] ما ليس بأيس [4]، وإذا كان هو مؤيِّسَ الأيسات [5] ـ فالتأييس لا من شيء متقاوم ـ فمؤيّس الأشياء لا يحتاج أن يكون عنده صورة .[6]
ثمّ قال: وأيضاً فلو كانت الصورة عنده، أكانت مطابقةً للموجود الخارج، أم غيرَ مطابقة؟. فإن كانت مطابقة فلتتعدّدْ الصورة تعدُّدَ[7]
[1] هو فيلسوف رياضي يوناني المتوفي (548 ق. م) وهو أوّل من تفلسف في الملطيّة. [2] أي الإبداع. [3] في المصدر: «تأييس». [4] أي إيجاد ما ليس بموجود. [5] في المصدر: «الأيسيات». [6] الأيس بالأيسية ; وإلاّ فقد لزمه ـ إن كانت الصورة عنده ـ أن يكون منفرداً عن الصورة الّتي عنده; فيكون هو وصورة. لاحظ المصدر. [7] في المصدر: «بعدد».
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 5 صفحه : 146