responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 129

من المضلّعات، وهذا لا يعرفه إلاّ الحُذّاق من أهل الهَندَسة.

وكذلك العنكبوت ينسج تلك البيوت، وتجعل لها سَدىً ولُحْمَةً على تناسب هَنْدَسي بلا آلة مع أنّها ليست من أُولى العلم.

قلنا: لا نسلّم أنّها ليست من ذوي العلم مطلقاً، لجواز أن يكون فيها قدر ما يهتدي إلى ذلك بأن يخلقها الله تعالى عالمة بذلك أو يلهمها هذا العلم حين ذلك الفعل.

قال الشيخ في " طبيعيات الشفاء": «من الواجب أن يبحث الباحث، ويتأمّل أنّ الوهم ـ الّذي لم يصحبه العقل حالَ توهّمه ـ كيف ينال المعانيَ الّتي في المحسوسات عندما ينال الحسّ صورتَها من غير أن يكون شيء من تلك المعاني يُحَس؟[1]

فنقول: إنّ ذلك للوهم من وجوه: من ذلك الإلهاماتُ الفائضة على الكلّ من الرحمة الإلهيّة، مثل حال الطفل ساعةَ يُولَد في تعلّقه بالثّدي، ومثل حال الطفل إذا أَقِل وأُقيم، فيكاد يسقط من مبادرته إلى أن يتعلّق ويعتصم بشيء لغريزة [2] جعلها فيه الإلهامُ الإلهيّ، وإذا تُعرِّض لحدقته بالقذى، بادر، فأطبق جفنه [3] قبل فهم ما يَعرض له، وما ينبغي أن يفعل بحسبه كأنّه غريزة لنفسه لا اختبار معه. وكذلك للحيوانات إلهامات غريزيّة.

والسبب في ذلك مناسبات موجودة بين هذه الأنفس ومبادئها هي


[1] من غير أن يكون كثير منها ممّا ينفع ويضرّ في تلك الحال.


[2] في المصدر: «أن يتعلّق بمستمسك لغريزة في النفس».


[3] في المصدر: «جفنيه».

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست