responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 59

موجداً للكثير[1]، وكون الملك نازلاً من السّماء[2]، وكون العالم مسبوقاً بالعدم[3] وفانياً بعد الوجود، إلى غير ذلك من القواعد الّتي يقطع بها في الإسلام دون الفلسفة، فيتميّز الكلام عن الإلهي[4] بهذا الاعتبار .

أقول: وهذا الاعتبار[5] هو الّذي أخرج الأدلّة الكلاميّة من البرهان إلى الجدل، فإنّ أمثال هذه أحكام ظاهريّة مقبولة ليست بقطعيّة غير محتملة للتأويل، سيّما فيما يتعلّق بأحوال المبدأ والأُمور الغائبة عنّا، بل الظّاهر أنّ أكثرها تمثيلات للحقائق، وتنبيهات على الدّقائق، لا ينبغي الوقوف على ظواهرها والجمود على متبادرها، فإنّ من ذلك، قد تولّد التّشبيه والتجسيم فيما بينهم، كما في قوله تعالى:((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[6].

وكما في الحديث: الّذي يَروُونَه إنّكم سَتَروُنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ كَمَا تَروُنَ القَمَر ليلة البدر[7]. إلى غير ذلك.


[1] خلافا لقول الفلاسفة: الواحد لا يصدر عنه إلاّ الواحد.
[2] أي خلافا لقولهم: الملك مجرّد لا يصدق عليه إنّه نازل وصاعدٌ.
[3] أي خلافا لقولهم العالم قديم زمانا.
[4] لأنّ موضوع الفلسفة الموجود بما هو موجود اعمّ من أن يمكن متعلّقاً للمباحث الجارية على قانون الإسلام أو لا فصار الكلام والحكمة علمان متميزان.
[5] أي: باعتبار كون المباحث على قانون الإسلام .
[6] طه: 5 .
[7] صحيح البخاري: 1 / 138 و 142 / باب فضل صلاة العصر، رقم 554، وباب فضل صلاة الفجر، رقم 573. متن الحديث: عن قيس، عن جرير، قال: كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «أما إنّكم سترون ربّكمْ، كما ترون هذا القمر...». نقله مسلم بن الحجاج في كتابه بعبارات شتّى. لاحظ : صحيح مسلم: 1 / 112 ـ 117، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربّهم، وباب معرفة طريق الرؤية. وكذلك نقله القاضي عبد الجبار وأجاب عنه، لاحظ: شرح الأُصول الخمسة: 268 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست