نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي جلد : 1 صفحه : 559
منه غير المعاني التي قد ظننتها انّك ذهبت إليها؟ فانّه سيقول لك انّه من الجائز، لأنّه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك، فقل له: فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه».
فصار الرجل إلى الكندي وتلطّف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أقسمت عليك ألا أخبرتني من أين لك؟ فقال: إنّه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة فعرّفني من أين لك هذا؟!
فقال: أمرني به أبو محمد الإمام العسكري.
فقال: الآن جئت بالحق، وما كان ليخرج مثل هذا إلاّ من ذلك البيت، فهم الذين يمكنهم أن يكشفوا عن الحقيقة.
ثمّ إنّـه ـ و بعـد ان عـرف الحقيقة وخطئه ـ دعا بالنـار وأحـرق جميع مـا ألّفـه.[1]
[1]وقد روى هذه الرواية ابن شهر آشوب في المناقب:4/424 عن كتاب التبديل لأبي القاسم الكوفي، وقد أظهر بعض العلماء المعاصرين الشكّ في صحتها وكتب: وهذه الرواية تدلّ على أنّ الكندي مرّ بمرحلة فكرية لم يكن يعترف فيها بالإسلام، وهو وإن كان أمراً محتملاً إلاّ أنّنا لا نستطيع التشبّث بهذه الرواية ضد الكندي ـ فإنّه يرويها ابن شهر آشوب في المناقب عن أبي القاسم الكوفي في كتاب التبديل مرسلة بدون سند ـ فانّها من المراسيل التي لا تصلح للإثبات التاريخي (محمد الصدر، تاريخ الغيبة الصغرى: 196)غير انّه ونظراً إلى بعض أفكار الكندي المذكورة في كتب تاريخ الفلاسفة الإسلاميين لا يبدو ذلك أمراً مستبعداً.
كما كتب حنّا الفاخوري وخليل الجر خلال عرض أفكاره الفلسفية فقالا: وقد يلحظ التناقض بين التعاليم الفلسفية وآيات القرآن وهو ما دفع البعض لمخالفة الفلسفة. وجّه الكندي حل هذه التناقضات في تأويل الآيات وكان يقول: إنّ للكلمات العربية معنيين معنى حقيقي ومعنى مجازي، ومن خلال ذلك يمكن للمفكّر أن يدرك المعنى المجازي لها من منطوق بعض الآيات من خلال التأويل. تاريخ فلسفه در جهان اسلامى:2/380.
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي جلد : 1 صفحه : 559