responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 425

فشمّر عن ساعد الجد وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأُولى التي أدرك فيها واقعه والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه ويمتاز بها عليه فانّه كان يستفيد من أخطاء أخيه الأمين; فانّ «الفضل» عند ما رأى اشتغال الأمين باللهو واللعب شار على المأمون بإظهار الورع والدين وحسن السيرة، فأظهر المأمون ذلك...، وكان كلّما اعتمد الأمين حركة ناقصة اعتمد المأمون حركة شديدة.

وعلى كلّ حال فإنّ المأمون كان قد برع في العلوم والفنون، حتّى فاق أقرانه بل فاق جميع خلفاء بني العباس، وقد قال بعضهم:«لم يكن في بني العباس أعلم من المأمون» وقال عنه ابن النديم:«انّه أعلم الخلفاء بالفقه والكلام» بل روي عن الإمام علي ـ عليه السَّلام ـ أنّه قال ـ و هو يصف خلفاء بني العباس ـ:« سابعهم أعلمهم» .

وقد وصفه السيوطي وابن تغري بردى، وابن شاكر الكتبي فقالوا:«وكان أفضل رجال بني العباس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً ودهاءً وهيبة وشجاعة وسؤدداً وسماحة لولا انّه شان ذلك كلّه بالقول بخلق القرآن، و لم يل الخلافة من بني العباس أعلم منه...».

وقد شهد له أبوه نفسه بالتقدّم على أخيه الأمين، قال:... وقد عنيت بتصحيح هذا العهد وتصييره إلى من أرضى سيرته وأحمد طريقته، وأثق بحسن سياسته، وآمن ضعفه ووهنه، وهو: عبد اللّه، و بنو هاشم ـ يعني العباسيين ـ مائلون إلى محمد بأهوائهم ، و فيه ما فيه من الانقياد لهواه، والتصرف مع طويته، والتبذير لما حوته يده، ومشاركة النساء والإماء في رأيه، وعبد اللّه المرضي الطريقة، الأصيل الرأي، الموثوق به في الأمر العظيم.[1]


[1]الحياة السياسية للإمام الرضا:97ـ100.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست