نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي جلد : 1 صفحه : 394
رؤوس الحاضرين في مجلسه، ولمّا طرب مرة أُخرى أمر بأن يجعلوا المطرب الذي أطربه حاكماً على مصر!![1]
واشترى جارية بمائة ألف دينار وأُخرى بستة وثلاثين ألفاً غير انّه لم يحتفظ بالثانية إلاّ ليلة واحدة وقد أهداها في اليوم التالي إلى أحد ندمائه، وأمّا سبب هذا الإهداء والسخاء، اللّه أعلم!![2]
ومن الواضح كان هذا الإسراف الذي يقوم به هارون من بيت المال وأموال المسلمين، لأنّه حينما تقلّد جدّه المنصور الخلافة لم يكن يملك في السماوات التسع حتى نجمة واحدة. كما يقول المثل وعليه كانت تلك الأموال هي حاصل كدح المزارعين الفقراء والطبقات الفقيرة المعدمة ومن عرق جبينهم، وهكذا كانت تصرف فيما يرضى اللّه تعالى![3]
ولكنّه ومع كلّ هذه الخيانة للمسلمين وأموالهم يذرف دموع التماسيح ويرى نفسه أمرئ صالحاً ورعاً مثل بقية الصالحين.
شخصية هارون الحقيقية
كتب أحمد أمين الكاتب المصري ـ بعد ان ذكر علّتين لتوجه هارون وأهل زمانه إلى اللهو والمجون ـ:
الأُولى هي: الرفاهية العامة في عهده.
والثانية: نفوذ الإيرانيين ـ الذين يعتقد هو انّهم ميّالون إلى اللهو والمجون