responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 393

الطيبة والسيئة والقبيحة والجميلة، فقد كان يتمتع بصفات غريبة متضادة قلّما توجد في الإنسان، وقد اختلط الظلم والعدل، الرحمة والقسوة، الإيمان والكفر، والليونة والغلظة بشكل عجيب في شخصيته.

فمن جهة كان لا يعبأ بالظلم الذي يقوم به ويريق الدماء الطاهرة للناس الأبرياء لا سيما دماء أبناء رسول اللّه الأحرار بلا أدنى مبالاة، ومن ناحية كان عندما يستمع إلى نصائح وعظات العلماء والزهّاد ويستذكر يوم القيامة يبكي بشدة، فقد كان يصلّي ويلهو ويشرب الخمرة ويطرب أيضاً، وكان يبدو أكثر الناس زهداً وإيماناً عند استماع المواعظ ونصائح العلماء، غير انّه عندما كان يجلس على كرسي الخلافة ويتناول قضايا الحكم والدولة لا يكون أقلّ من نيرون وجنكيز!!

وكتب المؤرّخون: انّ هارون ذهب ذات مرة إلى لقاء الفضيل بن عياض، وهو من الرجال المعروفين بالعلم والورع والفضل في ذلك الزمان، فراح الفضيل يعظه ويخوّفه حتى بكى هارون بكاءً شديداً، وقد أُغمي عليه اثر ذلك، فلمّا أفاق طلب من الفضيل أن يعظه ثانياً، فراح يعظه وينصحه، فكان بكاء الرشيد وإغماؤه يتكرر عدّة مرات، ثمّ أعطاه ألف دينار ليصرفها عند الضرورة.

يجسد لنا هارون بسلوكه هذا مثالاً كاملاً للإزدواجية في الشخصية، لأنّه قد يكون معتقداً بأنّه يكفي أن يبكي المرء ويغمى عليه خوفاً من اللّه ليفعل بعد ذلك ما يحلو له دون مبالاة لأي شيء، و قدكان عنده ألفا جارية، ثلاثمائة منهنّ مختصات للغناء والرقص والأناشيد.[1]

ويروى أنّه قد طرب ذات مرة بشدة، فأمر بأن ينثر ثلاثة ملايين درهم على


[1]تاريخ التمدن الإسلامي، جرجي زيدان:5/162.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست