responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 358

الأغلب، أي انّ الظلم اللا محدود للأمويين والعباسيين كان يثير حفيظة الأحرار من المجتمع فكانت الهزات الاجتماعية تحدث بين الحين والاخر، وكان الناس المتعطشون للعدالة والذين قد استاءوا من فساد وظلم الحكمين الأموي والعباسي وعنصريتهما يبحثون عن منقذ يصغي إلى آلامهم ولذلك ما ان ترفرف راية ثورة ما ـ و هو ما كان يحدث على يد العلويين وساداتهم غالباً ـ كانوا يلتفون حولها. صحيح انّ هذه الثورات كانت تبدأ من قبل الشيعة استلهاماً من مذهبهم وانّ المؤيدين لها هم شيعيون و من الصفوة غير انّ إقامة حكم أفضل بعد سقوط الحكم الأموي والعباسي لا يبدو أمراً مضموناً، وذلك للأسباب التالية:

1. انّ قادة هذه الثورات لم يكونوا يملكون مخططاً متكاملاً في الأغلب، فكان الاضطراب والتقييمات الخاطئة غالبة على أعمالهم.

2. لم يكن أُولئك القادة من ناحية العدد والعدة العسكرية بحيث يمكن الأمل بانتصارهم.

3. انّ أصحاب الثورة لم يكونوا شيعيّين مائة بالمائة.

ولذلك لم يكن هناك أي ضمان لئن يحكموا وفقاً للشريعة الإسلامية في حالة نجاحهم. ولعل أفضل شاهد على ذلك ظهور الحكم العباسي بعد سقوط الحكم الأموي، لأنّه ـ و كما لاحظنا في هذا الكتاب ـ انّ الحكم الأموي الفاسد قد سقط على يد الثوار الموالين لخط أهل البيت غير انّ عدم أصالة الثوريين وخلوصهم جعل العباسيين يجنون ثمرة الثورة ويتمادون في غيّهم وظلمهم أكثر من الأمويين. ومن هنا كانت مواقف الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ غير مؤيدة لتلك الثورات نظراً للأسباب المذكورة آنفاً.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست