responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 80

والاَفكار، واشتعلت فيه نار الحرب بين الاَُمويين ومعارضيهم من العباسيين، ففي تلك الظروف الصعبة والقاسية استغلّ الاِمام الفرصة فنشر من أحاديث جدّه، وعلوم آبائه ما سارت به الركبان، وتربّى على يديه آلاف من المحدّثين والفقهاء. ولقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقات ـ على اختلاف آرائهم ومقالاتهم ـ فكانوا أربعـة آلاف رجل[1]. وهذه سمة امتاز بها الاِمام الصادق عن غيره من الاَئمّة ـ عليه و عليهم السلام ـ.

إنّ الاِمام _ عليه السلام _ شرع بالرواية عن جدّه وآبائه عندما اندفع المسلمون إلى تدوين أحاديث النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _بعد الغفلة التي استمرّت إلى عام 143هـ[2]حيث اختلط آنذاك الحديث الصحيح بالضعيف وتسرّبت إلى السنّة، العديد من الروايات الاسرائيلية والموضوعة من قبل أعداء الاِسلام من الصليبيين والمجوس، بالاِضافة إلى المختلقات والمجعولات على يد علماء السلطة ومرتزقة البلاط الاَُموي.

ومن هنا فقد وجد الاِمام _ عليه السلام _ أنّ أمر السنّة النبويّة قد بدأ يأخذ اتّجاهات خطيرة وانحرافات واضحة، فعمد _ عليه السلام _ للتصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة، وتفنيد الآراء الدخيلة على الاِسلام والتي تسرّب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم.

إنّ تلك الفترة كوّنت تحدّياً خطيراً لوجود السنّة النبويّة، وخلطاً فاضحاً في كثير من المعتقدات، لذا فإنّ الاِمام_ عليه السلام _ كان بحقّ سفينة النجاة من هذا المعترك العسر.

إنّ علوم أهل البيت: متوارثة عن جدّهم المصطفى محمّد _ صلى الله عليه وآله وسلم _، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الاَمين جبرئيل _ عليه السلام _، فلا غرو أن تجد الاَُمّة ضالّتها فيهم:،


[1] الارشاد: 270، المناقب لابن شهر آشوب 4: 257.
[2] تاريخ الخلفاء للسيوطي ـ خلافة المنصور الدوانيقي، فقد حدّد تاريخ التدوين بسنة 143هـ.
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست