responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 79

حياته العلميّة_ عليه السلام _


ولقد امتدّ عصر الاِمام الصادق _ عليه السلام _ من آخر خلافة عبد الملك بن مروان إلى وسط خلافة المنصور الدوانيقي، أي من سنة 83هـ إلى سنة 148هـ. فقد أدرك طرفاً كبيراً من العصر الاَُموي، وعاصر كثيراً من ملوكهم، وشاهد من حكمهم أعنف أشكاله، وقضى سنوات عمره الاَُولى حتّى الحادية عشرة من عمره مع جدّه زين العابدين، وحتّى الثانية والثلاثين مع أبيه الباقر ونشأ في ظلّهما يتغذّى من تعاليمهما وتنمو مواهبه وتربّى تربيته الدينية، وتخرّج من تلك المدرسة الجامعة فاختصّ بعد وفاة أبيه بالزعامة سنة 114هـ، واتسعت مدرسته بنشاط الحركة العلميّة في المدينة ومكّة والكوفة وغيرها من الاَقطار الاِسلامية.

وقد اتّسم العصر المذكور الذي عاشه الاِمام بظهور الحركات الفكريّة، ووفود الآراء الاعتقادية الغريبة إلى المجتمع الاِسلامي، وأهمها عنده هي حركة الغلاة الهدّامة، الذين تطلّعت رؤوسهم في تلك العاصفة الهوجاء إلى بثّ روح التفرقة بين المسلمين، وترعرت بنات أفكارهم في ذلك العصر ليقوموا بمهمة الانتصار لمبادئهم التي قضى عليها الاِسلام، فقد اغتنموا الفرصة في بثّ تلك الآراء الفاسدة في المجتمع الاِسلامي، فكانوا يبثّون الاَحاديث الكاذبة ويسندونها إلى حملة العلم من آلمحمد، ليغروا بها العامّة، فكان المغيرة بن سعيد يدّعي الاتصال بأبي جعفر الباقر ويروي عنه الاَحاديث المكذوبة، فأعلن الاِمام الصادق _ عليه السلام _ كذبه والبراءة منه، وأعطي لاَصحابه قاعدة في الاَحاديث التي تروي عنه، فقال: «لا تقبلوا علينا حديثاً إلاّ ما وافق القرآن والسنّة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة».

ثمّ إنّ الاِمام قام بهداية الاَُمّة إلى النهج الصواب في عصر تضاربت فيه الآراء

نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست