responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 33

على أنّ رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ لم يكتف بالنصّ على خليفته في بدء رسالته، بل صرّح في مناسبات شتّى في السفر والحضر، بخلافة عليّ _ عليه السلام _ من بعده، ولكن لا يبلغ شيء من ذلك في الاَهمية والظهور والصراحة والحسم ما بلغه حديث الغدير.

2 ـ قصة الغدير:

لمّا انتهت مراسم الحجّ، وتعلّم المسلمون مناسك الحجّ من رسول الله، قرّر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الرحيل عن مكّة، والعودة إلى المدينة، فأصدر أمراً بذلك، ولمّا بلغ موكب الحجيج العظيم إلى منطقة «رابغ»[1]التي تبعد عن «الجحفة»[2]بثلاثة أميال، نزل أمين الوحي جبرئيل على رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _بمنطقة تدعى «غدير خم»، وخاطبه بالآية التالية:

(يأيُّها الرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبّك وإنْ لمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتهُ وَالله يَعْصِمُك مِنَ النّاسِ )[3].

إنّ لسان الآية وظاهرها يكشف عن أنّ الله تعالى ألقى على عاتق النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ مسؤولية القيام بمهمّة خطيرة، وأيّ أمر أكثر خطورة من أن ينصّب علياً _ عليه السلام _ لمقام الخلافة من بعده على مرأى ومسمع من مائة ألف شاهد؟!

من هنا أصدر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أمره بالتوقّف، فتوقّف طلائع ذلك الموكب العظيم، والتحق بهم من تأخر.

لقد كان الوقت وقت الظهيرة، وكان المناخ حارّاً إلى درجة كبيرة جّداً، وكان الشخص يضع قسماً من عباءته فوق رأسه والقسم الآخر منها تحت قدميه، وصنع للنبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ مظلّة، وكانت عبارة عن عباءة أُلقيت على أغصان شجرة (سمرة)، وصلّى


[1] رابغ تقع الآن على الطريق بين مكّة والمدينة.
[2] من مواقيت الاِحرام وتنشعب منها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين.
[3] المائدة: 67.
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست