بغضّ النظر عن الاَدلّة العقلية والفلسفية التي تثبت صحّة الرأي الاَوّل بصورة
قطعيّة، هناك أخبار وروايات وردت في المصادر المعتبرة تثبت صحّة الموقف
والرأي الذي ذهب إليه علماء الشيعة وتصدّقه، فقد نصّ النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ على خليفته من
بعده في الفترة النبوية من حياته مراراً وتكراراً، وأخرج موضوع الاِمامة من مجال
الانتخاب الشعبي والرأي العام.
فهو لم يعيّـن (ولم ينصّ على) خليفته ووصيّه من بعده في أُخريات حياته
فحسب، بل بادر إلى التعريف بخليفته ووصيّه منذ بدء الدعوة يوم لم ينضو تحت
راية رسالته بعدُ سوى بضعة عشر من الاَشخاص، وذلك يوم أُمر من جانب الله
العليّ القدير أن ينذر عشيرته الاَقربين من العذاب الاِلـهي الاَليم، وأن يدعوهم إلى
عقيدة التوحيد قبل أن يصدع برسالته للجميع، ويبدأ دعوته العامة للناس كافة.
فجمع أربعين رجلاً من زعماء بني هاشم وبني المطلّب، ثمّ وقف فيهم خطيباً
فقال:
«أيّكم يؤازرني على هذا الاَمر على أن يكون أخي ووصيّي
وخليفتيفيكم؟»
فأحجم القوم، وقام عليّ _ عليه السلام _ وأعلن مؤازرته وتأييده له، فأخذ رسول الله_ صلى الله عليه وآله وسلم _
برقبته، والتفت إلى الحاضرين، وقال: