معلّماً وقدوة للبشر، فلاَجل ذلك يقف المرء في تحديد الشخصيات الاِلهية على شخصية مركّبة من بعدين: طبيعي و إلهي ولا يقدر على توصيفها إلاّ بنفس ما وصفهم به الله سبحانه مثل قوله في شأن الرسول الأكرم _ صلى الله عليه وآله وسلم _:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاَُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالاِنْجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيّباتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَ الاَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ )[1]وقد نزلت في حقّ الاِمام أميرالمؤمنين_ عليه السلام _ آيات، ووردت روايات.
كيف وقد قال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _:
«عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب _ عليه السلام _»[2].
وقال _ صلى الله عليه وآله وسلم _:
«من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال عليّاً بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالاَئمّة من بعدي؛ فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي»[3].
وقال الاِمام أحمد بن حنبل:
ما لاَحد من الصحابة من الفضائل بالاَسانيد الصحاح مثل ما لعليّ2[4].
وقال الاِمام الفخر الرازي:
من اتّخذ عليّاً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه[5].