الحمد للّه الذي هدانا بتوفيقه إلى جادّة طريقه ، وفضّلنا بتوحيده على كافّة عبيده ، أحمده على نعمه الفرادى والتوام ، حمداً يقصر عن حدّه الأوهام ، وتحسر عن عدّه الأوهام.
وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لاشريك له ، شهادة من نطق بالصّدق لسانه ، وفهق بالحق جنانه. وأشهد أنّ محمّداً عبده المختار من العباد ، ورسوله الدّاعي إلى سبيل الرشاد ، أرسله والأمم تابعة للأباطيل ، متتابعة في الأضاليل ، فعرّفها اللّه سبحانهبنبيّه صلوات اللّه عليه وآله مناهج الدين ، وأوضح لها مدارج اليقين ، حتّى استنار الحقّ ولمع وبار الباطل ونجع ، صلوات اللّه عليه وعلى آله الأئمّة الأطهار ، وأهل بيته المصطفين الأخيار ، وصحابته المنتجبين الأبرار ، صلاة لاتنقطع آناء الليل وأطراف النهار.
قال المسرف على نفسه المفتقر إلى رحمة ربّه ، عبد الواحد بن محمّد بن عبدالواحد الآمدي التميميوبعد : فإنَّ الَّذي حداني على تخصيص فوائد هذا الكتاب ، وتعليقها وجمع كلمه وتنميقها ، ماتنجح به أبو عثمان الجاحظ عن نفسه ، وعدّده وزبره في طرسه وحدّده من المائة الحكميّة الشاردة عن الأسماع ، الجامعة