كما أنّ وزانها في الروايات قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «إذا ظهرت البدع فللعالم أن يظهر علمه»، وروى طلحة بن زيد عن الصادق (عليه السَّلام) : أنّه قال: قرأت في كتاب علي (عليه السَّلام) إنّ اللّه لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال» [ 1 ].
وهدف الآية إيجاب البيان لكلّ واحد حتّى يتهيّأ ظهور الحقّ وطلوعه بأجلى مظاهره، فلا يجوز لكلّ واحد منهم التقاعس عن بيان الحقّ بحجّة أنّ قوله لا يفيد العلم، بل عليه أنّ يبيّـن، وللآخر أيضاً أن يبيّـن حتّى يحصل العلم ويتجلّـى الحقّ أو يحصل الشرط اللازم بقبول القول، ويكفي هذا في دفع اللغوية وهذا بخلاف قول النساء فيما يتعلّق بأرحامهنّ، إذ ليس له إلاّ صورة واحدة وأمرها يدور بين القبول والردّ، ولو ردت لزمت اللغوية.
الآية الرابعة: آية السؤال:
قال سبحانه: (وَما أرْسَلَنا مِنْ قَبْلِكَ إلاّ رِجالاً نُوحي إليهمْ فَسْئلُوا أهلَ الذِّكرِ إنْ كُنتُمْ لا تَعلَمُون)(النحل/43).
وقال عزّ من قائل: (وَما أرْسَلْنا قَبْلَكَ إلاّ رِجالاً نُوحي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أهلَ الذِّكرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون * وَما جَعَلناهُمْ جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدينَ) (الأنبياء/7ـ8).