عرّف المنطقيّون موضوع كلّ علم بـ«ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية، أي بلا واسطة في العروض».[ 1 ]
نقول: استيفاءالكلام في هذا الأمر، يستدعي البحث في جهات عشر:
الجهة الأُولى : في تفسير العرض
للعرض اصطلاحان: فلسفي و منطقي و نكتفي في المقام بالتنبيه على تغاير الاصطلاحين، فنقول:
العرض في الفلسفة هو ما يقابل الجوهر فإنّ الفلاسفة المشائيين قسّموا المقولات (الماهيّات) إلى عشرة ، جوهر وأعراض تسعة.
فالجوهر هو الماهية التي إذا وجدت، وجدت لا في موضوع، كالإنسان.
والعرض هوالماهية التي إذا وجدت، وجدت في موضوع، كالسواد
[1] ظاهر التعريف يدلّ على أنّ لكلّ علم موضوعاً أوّلاً، و أنّه يبحث في كلّ علم عن عوارض الموضوع الذاتية ثانياًفحاول تعريف العرض الذاتي، فكان الأحرى، البحث عن الأوّلين قبل الثالث، ولكن لمّا كان الأوّلان من نتائج البحث عن الثالث كما ستعرف، قدّم على الأوّلين كما لا يخفى.( منه دام ظلّه).