قلت: المراد من قوله: لم يورّثوا، أي ليس من شأنهم إيراث الدراهم والدنانير بأن يكونوا خزان المال فيتركوا أموالاً طائلة لأولادهم، لأنّهم لم يبعثوا لتلك الغاية بل بعثوا لمكافحة الجهل والأُمية فورّثوا العلم والمعرفة، وهذا لا ينافي ما إذا كان للنبي شيء من الأموال يرثه الوارث منهم من بعده شأن سائر الورّاث.
نعم وربّما يجاب بأنّ المراد من العلماء هم الأئمّة (عليهم السلام)، لكنّه حمل بلا قرينة.
الخامسة: مرسلة الفقيه
روى الشيخ الصدوق في «الفقيه» قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللهم ارحم خلفائي» قيل: يا رسول اللّه:ومن خلفاؤك؟ قال: «الذين يأتون من بعدي، يروون عنّي حديثي وسنتي».[ 2 ]
إنّ كثرة أسانيد الحديث ـ كما هو واضح لمن درس ورودها ـ تورث الاطمئنان بالصدور، وقد نقله بعض محدّثي السنة، ففي كنز العمال: قال