كما أنّ من الجدير ذكره أنّ كثيراً من السلفيين ربّما يعتذرون عن استلام الحجر بما أُثر عن الخليفة الثاني من أنّ تقبيله له لأجل أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قبّله، ولولا تقبيله لما فعل، ولكنّه غفل عن سرّ تقبيل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد أُشير إليه في الحديث التالي:
روى عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال: «مرّ عمر بن الخطاب على الحجر الأسود فقال: والله يا حجر إنّا لنعلم أنّك حجر لا تضر ولا تنفع، إلاّ أنّا رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يحبّك فنحن نحبّك. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كيف يابن الخطاب، فوالله ليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان، فيشهد لمن وافاه، وهو يمين الله عزوجل في أرضه يبايع بها خلقه. فقال عمر: لا أبقانا الله في بلد لا يكون فيه علي بن أبي طالب» .[ 1 ]
زيارة قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في الروايات الشريفة
تضافرت الروايات من الفريقين على استحباب زيارة قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)وانّها من متمّمات الحج، وإليك طائفة منها:
1. عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من زار قبري وجبت له شفاعتي» .[ 2 ]
[1] علل الشرائع: 426، الحديث 8 ; وسائل الشيعة: ج 10، الباب 12 من أبواب الطواف، الحديث 13 .