و لأجل ذلك التدارك يصفهنَّ سبحانه بقوله: (فالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلغيبِ بِما حَفِظَ الله )[ 1 ].
فالصالحة عبارة عن القانتة، والمطيعة لزوجها إطاعة دائمة مهما أرادوا منهنّ ممّا له مساس بالتمتّع وسائر الجهات المرتبطة بشؤون الحياة الزوجية وهي في مقابل قوله سبحانه:(واللاّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ)[ 2 ].
(حافظات للغيب) أي يحفظن في غيبة الأزواج ما يجب حفظه من النفس والمال. وإخراج الحكم والأمر بصورة الوصف آكد في الوجوب.
قوله:(بما حفظ الله) الباء للمقابلة، أي يقمن بما ذكر في مقابل ما حفظ الله لهم من الحقّ فأوجب عليهنّ الإطاعة وحفظ الغيب لهم.
3ـ سعة القيمومة وضيقها
إلى هنا فرغنا من الأمرين المهمين: إثبات القيمومة، وملاكها .
بقي الكلام في إطارها وسعتها وضيقها فنقول:
إنّ ملاك القيمومة ـ بعد الإمعان في الآية ـ يتلخّص في مجموع أمرين:
1ـ بما فضل الله الرجال على النسـاء في مجـال الإدارة والتدبير، والقـدرة والاستطاعة الجسمية.
2ـ بما يقومون من عمل الإنفاق على النساء.
فالملاك مجموع الأمرين فلأجلهما للرجال قيمومة على النساء.