هذا، مضافاً إلى أنّه لا يمكن أن يقال: إنّ المراد بالغنيمة في هذه الرسائل هو ما كان يحصل الناس عليه في الجاهلية عن طريق النهب، كيف وقد نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عن النهبة بشدة ففي كتاب الفتن باب النهي عن النهبة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من انتهب نهبةً مشهورة فليس منّا».[ 1 ]
وفي صحيح البخاري و مسند أحمد عن عبادة بن الصامت: بايعنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أن لا ننتهب.[ 3 ]
وفي سنن أبي داود، باب النهي عن النهبى، عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)فأصاب الناس حاجة شديدة وجهدوا وأصابوا غنماً فانتهبوها، فإنّ قدورنا لتغلي إذ جاء رسول اللّه يمشي متكئاً على قوسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثمّ جعل يرمل اللحم بالتراب ثمّ قال: «إنّ النهبة ليست بأحلّ من الميتة».[ 4 ]
وعن عبداللّه بن زيد: نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن النهبى والمثلة.[ 5 ]
إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في كتاب الجهاد .
وقد كانت النهيبة والنهبى عند العرب تساوق الغنيمة والمغنم ـ في