واحتمل بعضهم أنّ المراد من المقام هو المسجد الحرام، ولكنّه محجوج بفعل النبي حيث إنّه بعد ما طاف سبعة أشواط أتى إلى المقام فصلاّهما، وتلا قوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْراهيمَ مُصَلّىً)، فأفهم الناس أنّ هذه الآية أمر بهذه الصلاة وهنا مكانها.[ 1 ]
وفي صحيح مسلم بسنده عن جابر في بيان حج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): حتّى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ثلاثاً فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثمّ نفذ إلى مقام إبراهيم وقرأ(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْرَاهيمَ مُصَلّىً).[ 2 ]
توضيح مفاد الآية
المهم هو توضيح مفاد الآية فهناك فرق بين قولنا: «فاتّخذوا مقام إبراهيم مصلّى» و قوله: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْرَاهيمَ مُصَلّىً). وإنّما يلزم المحال عند الجمود على ظاهر الأوّل، لعدم التمكّن من الصلاة في المقام الّذي هو الصخرة.
وأمّا الثاني فقد ذكروا في الجار «من» احتمالات من كونها للتبعيض، أو بمعنى في، أو للابتداء، أو بمعنى عند. والأولى الرجوع إلى الآيات الّتي ورد فيها هذا النوع من التركيب حتّى يتعيّن أحد الاحتمالات.