الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين.
أما بعد، فهذه رسالة وضعتها في مكان صلاة الطواف، الّذي صار موضع بحث ونقاش عند الزحام، فنقول:
صلاة الطواف ومكانها
اتّفق الفقهاء على وجوب ركعتين بعد الطواف في العمرة والحجّ إلاّ ما يحكي عن الشافعي في أحد قوليه.[ 1 ] والكلام في المقام في مكانها عند الزحام وغيره. والأصل في ذلك قوله سبحانه:(واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهيمَ مُصلّىً)أي اتّخذوا من مقام إبراهيم موضع صلاة تصلّون فيه. والمعروف حسب النصوص والروايات وكلمات العلماء أنّ المقام ـ الّذي هو موضع وقوف إبراهيم (عليه السلام) عند بنائه للبيت ـ هو صخرة على شكل مكعب متساوي الأضلاع، وطول الضلع ذراع واحد بذراع اليد، أي ما يساوي 50 سانتيمتراً تقريباً، وهذا المقدار لا يتسع لأداء الصلاة، لأنّ ما يشغله المصلّي المستوي الخلقة ـ عادة ـ من المساحة الكافية لوقوفه وركوعه وسجوده وجلوسه هو