إنّ معرفة الخلافيات كانت مادة دراسية في العصور الأُولى، وقد اشتهر بينهم أنّ أعلمهم بالفقه أعلمهم بالخلاف.

7. معرفة الشهرات الفتوائية والمراد بها الأحكام التي اتّفق عليها المشهور من دون أن يكون لها دليل في الكتاب والسنّة، وما أكثر وجودها في كتاب الفرائض، فإنّ الشهرة تكشف عن وجود دليل وصل إليهم ولم يصل إلينا. وقد ذكرنا قيمة الشهرات الفتوائية عند البحث عن الشهرة.

8. معرفة القواعد الفقهية التي هي وسيلة لاستخراج الأحكام، وقد ألّف غير واحد من الأصحاب كتباً في هذا الموضوع كـ «القواعد والفوائد» للشهيد الأوّل، ثمّ «نضد القواعد» للفاضل المقداد، و «تمهيد القواعد» للشهيد الثاني، وهلم جرّاً.

9. معرفة القواعد الرياضية والهندسية وشيئاً من علم الهيئة إذ عليها تدور أحكام المواقيت والقبلة والمقادير المذكورة في الكرّ والزكوات.

10. ممارسة الفروع الفقهية في الندوات ومجالس الأنس، فقد كانت مجالس الطلاب والفضلاء في العصور السابقة مكتظة بالبحث حول الفروع الفقهية وكانت عملية التدريب جارية لكنّها يا للأسف تركت وحلّت مكانها البحوث السياسية.

الترتيب المنطقي لإعمال الأدلّة

إذا حضر عند المجتهد ما ذكرنا من المقدّمات غير أنّ هنا أمراً هاماً لابد من الإيعاز إليه وهو كيفية استخراج الحكم الشرعي باعمال ما حضر عنده من