الأمر الخامس:

مناشئ التزاحم

إنّ للتزاحم في مقام الامتثال أسباباً ومناشئ هي:

1. أن تكون مخالفة أحد الحكمين مقدّمة لامتثال الحكم الآخر، كما إذا توقّف إنقاذ الغريق على التصرّف في أرض الغير، فالتصرّف فيها مقدّمة لإنقاذ الغريق دون أن يكون بين المتعلّقين (التصرّف في أرض الغير) و (إنقاذ الغريق) أي تضاد، وإنّما التنافي بين الحكمين حيث إنّ المكلّف لا يتمكّن من امتثال وجوب إنقاذ الغير مع تحريم التصرّف في مال الغير، في واقعة خاصّة.

2. أن يكون منشئ التزاحم وجود التضاد بين المتعلّقين، كإزالة النجاسة عن المسجد، والصلاة فيه في أوّل الوقت. دون أن يكون ترك أحدهما مقدّمة للآخر كما بيّن في مبحث الضدّ.

3. ما يكون الوجوب في أحد المتعلّقين مترتّباً على عدم الوجوب في المتعلّق الآخر، كالقيام في الركعة الأُولى والثانية للعاجز عن القيام إلاّ في ركعة واحدة، أو كالقيام في صلاتي الظهر والعصر مع عجزه عن القيام في كليهما.