5. تلك الصورة لكن إذا تفحّص عن دليل المورد لم يقف عليه، بل وقف على دليل مسألة أُخرى، كما إذا شكّ في حكم التدخين ولو تفحّص لم يصل فيه إلى بيان واصل، لكن يقف على حكم الدعاء عند رؤية الهلال.

فالظاهر أنّه لايعاقب على التدخين لعدم البيان الواصل، وإنّما يعاقب على ترك الدعاء عند رؤية الهلال لوجود البيان الواصل .

في المقدّمات المفوّتة

قد تقدّم لزوم الفحص قبل التمسّك بالأُصول، ومن فروع الفحص تعلّم الأحكام ليتهيَّأ المكلّف للعمل بها في مواضعها، فصار ذلك سبباً للبحث عن المقدّمات المفوّتة الّتي يفوت الواجب بتركها قبل وجوب ذيها، ومنها تعلم الأحكام.

فنقول: اتّفق العلماء على وجوب تعلّم الأحكام خصوصاً أحكام الشكوك في الصلاة قبل أن يدخل الوقت، مع أنّ وجوبه وجوب غيري، والوجوب الغيري فرع وجوب ذي المقدّمة، فكيف تجب المقدّمة قبل وجوب ذيها. وهذا الإشكال لا يختص بالتعلّم، بل يعمّ كلّ المقدّمات المفوّتة، كغسل الجنب قبل الفجر وتهيئة المقدّمات للحج إلى غير ذلك من المقدّمات الّتي يجب تحصيلها قبل وجوب ذيها، وإلاّ لما تمكّن المكلّف من الامتثال عند وقتها.

وقد أجابوا عن الإشكال بوجوه: