نظرية الشيخ الأنصاري

استظهر الشيخ الأنصاري أنّ الروايات بصدد بيان عدم حرمان الثواب، سواء أكان المراد الانقياد أو الثواب الوارد في الحديث وقال: إنّ الظاهر من هذه الأخبار كون العمل متفرعاً على البلوغ، وكونه الداعي إلى العمل، ويؤيّده تقييده في غير واحد من تلك الأخبار بطلب قول النبي والتماس الثواب الموعود، ومن المعلوم أنّ العقل مستقل باستحقاق هذا العمل المدح والثواب، وحينئذ إن كان الثابت في تلك الأخبار، هو أصل الثواب كانت مؤكدة لحكم العقل بالاستحقاق ـ إلى أن قال: ـ وإن كان الثابت بهذه الأخبار خصوص الثواب البالغ كما هو ظاهر بعضها فهو وإن كان مغايراً لحكم العقل باستحقاق أصل الثواب على هذا العمل، إلاّ أنّ مدلول هذه الأخبار إخبار عن تفضّل الله سبحانه على العامل بالثواب المسموع، وعلى كلّ تقدير فلا يدلّ على صيرورة العمل مستحباً.[1]

إنّ نظرية الشيخ ـ مع غض النظر عمّا هو المختار في تفسير البلوغ ـ أقرب إلى ألفاظ الروايات، فإنّ الإمعان فيها يعطي أن ترتّب الثواب لأجل قصد هذه العناوين:

1. «من بلغه شيء من الثواب».

2. «من بلغه عن النبي شيء من الثواب».