في أرض المسلمين والغالب عليها الإسلام .
قلت: ما ذكر وإن كان صحيحاً، لكن تكون الحلية عندئذ مستندة إلى قاعدة أُخرى، وهي سوق المسلمين وأرضهم لا إلى قوله: « هم في سعة حتّى يعلموا» .
وأمّا الصورة الثالثة: أعني قوله: «الناس في سعة مالم يعلموا» فقد رواه في المستدرك عن عوالي اللآلي لابن أبي جمهور الاحسائي مرسلاً،[1]فالسند غير نقي، وأمّا الدلالة فتوضيحها رهن مقدمة وهي: أنّ «ما» على قسمين موصولة ومصدرية، أمّا الموصولة مثل قوله سبحانه: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَة أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْر فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار)[2].
وأمّا المصدرية فهي على قسمين:
1. مصدرية غير زمانية، مثل قوله سبحانه: (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ)[3]، أي ضاقت عليهم الأرض بوسعها.
2. مصدرية زمانية مثل قوله: (وَ أَوْصَاني بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)[4] .
إذا عرفت ذلك فاعلم إذا كانت «ما» موصولة يكون معناها «الناس من جانب الشيء الّذي لم يعلموا في سعة» ، ومعنى السعة من ذلك الجانب أنّه