الأُولى: أنّ التعذيب من آثار الضلالة، والضلالة في الآية معلّقة على البيان في الآية، فتكون النتيجة أنّ التعذيب معلّق على سبق البيان، وأنّه سبحانه لا يعاقب إلاّ بعد بيان ما يجب العمل أو الاعتقاد به.
الثانية: حاصلها أنّه كيف تصح نسبة الإضلال الّذي هو أمر قبيح إلى الله سبحانه حيث يقول: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا) .
الجواب: أنّ الإضلال يقابل الهداية، ولله سبحانه تعالى بالنسبة إلى عباده هدايتان:
1. الهداية العامّة الّتي تعمّ جميع الناس حتّى الجبابرة والفراعنة ،وذلك تارة بالهداية التكوينية، أعني: هداية الفطرة وإرشاد العقل; وأُخرى الهداية التشريعية كبعث الأنبياء والأولياء إلى الناس. والناس على الإطلاق في مقابل الهداية العامة على السواء، قال سبحانه حاكياً عن موسى (عليه السلام): (رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )(2)، وقال سبحانه: (وَ الذِي قَدَّرَ