responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 368

الآية الثالثة: الإضلال فرع البيان

قال سبحانه: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ)[1].

الآية تتضمّن بيان مسألة أُصولية وأُخرى كلامية، ونحن ندرس كلتا المسألتين على حدة:

الأُولى: أنّ التعذيب من آثار الضلالة، والضلالة في الآية معلّقة على البيان في الآية، فتكون النتيجة أنّ التعذيب معلّق على سبق البيان، وأنّه سبحانه لا يعاقب إلاّ بعد بيان ما يجب العمل أو الاعتقاد به.

الثانية: حاصلها أنّه كيف تصح نسبة الإضلال الّذي هو أمر قبيح إلى الله سبحانه حيث يقول: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا) .

الجواب: أنّ الإضلال يقابل الهداية، ولله سبحانه تعالى بالنسبة إلى عباده هدايتان:

1. الهداية العامّة الّتي تعمّ جميع الناس حتّى الجبابرة والفراعنة ،وذلك تارة بالهداية التكوينية، أعني: هداية الفطرة وإرشاد العقل; وأُخرى الهداية التشريعية كبعث الأنبياء والأولياء إلى الناس. والناس على الإطلاق في مقابل الهداية العامة على السواء، قال سبحانه حاكياً عن موسى (عليه السلام): (رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )(2)، وقال سبحانه: (وَ الذِي قَدَّرَ


[1] التوبة: 115 . 2 . طه: 50 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست