responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 288

الوجه الثاني: الخطاب للقاطنين في المدينة والمقيمين فيها والمراد انقسامهم إلى طائفتين، طائفة نافرة وطائفة قاعدة، فغاية النفر هو الجهاد، وغاية القعود هو التفقّه في الدين لغاية إنذار النافرين عند الرجوع عن الجهاد. روى الطبري في تفسيره عن أبي زيد: أنّ معنى الآية (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) أي ليتفقّه المتخلّفون في الدين، ولينذروا النافرين إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون.[1]

وعلى هذا الوجه فالصلة بين الآيات محفوظة ويفضل على الوجه الأوّل بخلّوه عن الإشكالات الثلاثة الواردة على الأوّل لكن يرد عليه استلزامه التفكيك في مراجع الضمائر، فإنّ ضمير الجمع ـ على هذا التفسير ـ في (لِيَتَفَقَّهُوا) و (وَلِيُنْذِرُوا) راجع إلى القاعدين وفي (إِذَا رَجَعُوا)إلى النافرين وهو خلاف الظاهر. وهذان الوجهان يشتركان في أنّ الخطاب للمؤمنين المتواجدين في المدينة .

الوجه الثالث: إن الخطاب لمؤمني سائر البلاد، والمراد من النفر، النفر إلى المدينة للتعلّم والتفقّه، فإنّ نفر الكلّ أمرٌ غير ممكن، فلينفر من كلِّ قبيلة طائفة ليتفقّهوا في الدين فينذروا قومهم إذا غادروا المدينة ورجعوا إلى الوطن لعلهم يحذرون.

فعلى هذا الوجه من التفسير فمراجع الضمائر الثلاثة واحدة والجميع يرجع إلى النافرين، وفي الوقت نفسه خال عن الإشكالات المتوجّهة إلى الوجه الأوّل.


[1] تفسير الطبري: 11 / 49 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست