نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 215
إلى عثمان، فنظر فيه وقال: قد أحسنتم وأجملتم أرى فيه شيئاً من لحن ستستقيمه العرب بألسنتها أمّا لو كان المملي من هذيل، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.[1]
إنّ هذه المصاحف وإن لم تكن خالية عن الاختلاف لكن الّذي أوجد الهوة السحيقة بين القراءات، كان أمراً خارجاً عن الاختلاف الموجود في المصاحف الموحّدة ونشير إلى رؤوسها:
1. بداءة الخط
كان الخط عند العرب آنذاك في مرحلة بدائية، ولم تتعرف العرب على فنونه، وبالتالي على الكتابة الصحيحة، وكان الكلمة تكتب على غير قياس النطق بها فربّما رسموا التنوين نوناً في الكلمة، مثل قوله (كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيّ)[2]، وربّما عكسوا وجعلوا التنوين مكان النون مثل قوله: (وَ لَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ)[3]، ونظيره قوله: (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ)(4).
2. الخلو من النقط
كانت العرب تكتب الحروف المعجمة كالحروف المهملة ، وهذا صار سبباً لنشوء الاختلاف، مثل قوله سبحانه: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا)(5) فقرأ الكسائي «فتثبتوا».