مجاهد: وما كان إلاّ ساعة، وقال مقاتل بن حيان: كان ذلك ليالي عشراً ثم نسخت بالآية التالية قال سبحانه: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَ أَطِيعُوا اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[1] .

(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات)، أي أخفتم الفاقة يا أهل الميسرة وبخلتم بالصدقة بين يدي نجواكم، وهذا توبيخ لهم على ترك الصدقة إشفاقاً من العيلة.[2]

(فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَ أَطِيعُوا اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

هذه هي الآيات الثلاث الّتي ثبت فيها النسخ على نحو يكون الناسخ والمنسوخ كلاهما في القرآن الكريم، وأمّا النسخ في غير هذه الآيات فيحتاج إلى دراسة خاصّة. إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى المسألة الأُصولية وهو :

إذا وجب الشيء ثم نُسخ فهل يبقى الجواز بعد نسخ الوجوب أو لا ؟

فالكلام يقع في موضعين:

الأوّل: إمكان البقاء بعد النسخ .

الثاني: الدليل على بقائه.

وإليك الكلام في كلا الموضعين .