نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 510
الوحي السماوي وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)باستقبال الكعبة المشرّفة، قال سبحانه: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)[1].
وأمّا وقوعه في الشرائع الماضية فيكفي في ذلك ما جاء في التوراة: إن الله تعالى قال لنوح عند خروجه من الفلك: إنّي جعلت كلّ دابة مأكلاً لك ولذريتك، وأطلقت لذلك لكم نبات العشب ما خلا الدم فلا تأكلوه [2].
وقد نسخ هذا التشريع الوسيع بما حرّم الله سبحانه على موسى وعلى بني إسرائيل كثيراً من اللحوم.
وأمّا وقوع النسخ في الشريعة الإسلامية المقدّسة فسيوافيك بعد حين.
الرابع: النسخ في القضايا الشخصية والأحكام العامّة
تنقسم الأوامر إلى أمر شخصي وإلى أمر نوعي.
فالأوّل يمكن نسخه عند حضور وقت العمل، كما في قصة إبراهيم الخليل (عليه السلام)حيث أُمر بذبح إسماعيل، قال سبحانه: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُني إنِّي أَرى فِي الْمَنَامِ إنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )[3].
وبما أنّ رؤية الأنبياء رؤية صادقة فقد أيقن إبراهيم (عليه السلام)بالأمر بالذبح.