responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 441

وهذا بخلاف ما هو المتعارف في مجالس التقنين فإنّهم يسنُّون قوانين كلية ثم بعد فترة يذكرون المخصّصات والمقيدات وربّما يكون الفاصل الزماني بينهما أكثر من سنة، والداعي لفصل المخصّص والمقيّد عن العام والمطلق هو قصور باعهم عن الإحاطة بالمصالح والمفاسد، حيث يضعون حكماً عامّاً ثم يتبيّن عندهم أنّ المصلحة تقتضي إخراج طائفة من تحت الحكم، ويأتون بالملاحق والمخصصات، وأمّا التشريع الإسلامي فقد سلك هذا المسلك ولكن لداعيين آخرين:

الأوّل: تمهيد المجتمع لتقبّل الأحكام الشرعية، وعدم مفاجأته بأحكام كثيرة ربّما تسبب تفرق الناس عن الدين وعدم إقبالهم عليه، ولذلك نرى أنّ القرآن الكريم نزل نجوماً طوال 23 سنة، حتّى يستقبل المجتمع ما نزل من التكاليف بصدر رحب، دون أن يحدث في نفوسهم أي حرج.

الثاني: أنّ المشركين كانوا يعترضون على نزول القرآن نجوماً، وكانوا يتصورون أنّ المصلحة في نزوله دفعة كنزول التوراة على موسى في الميقات مرة واحدة.

وقد أجاب الذكر الحكيم عن ذلك بأنّ في نزوله نجوماً تقوية لنفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حيث إنّ نزول جبرئيل فترة بعد فترة يثبت فؤاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ويعضده، كقائد الجيش إذا كان متصلاً بالقيادة المركزية وتأتي له الأخبار ساعة بعد ساعة فيتقوى قلبه ويثبت فؤاده، قال سبحانه: (وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)[1] .


[1] الفرقان: 32.
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست