responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 341

«إنّما» بل ما يقوم مقامها ـ أنّ التشبيهات الثلاثة متعدّدة ظاهراً واحدة لبّاً وواقعاً، والهدف هو الإيعاز بأنّ الحياة الدنيا حياة زائلة غير باقية فكما أنّ طراوة الأزهار والأشجار الخضراء تبقى شهرين أو ثلاثة، وربّما تواجه برداً قارصاً يزيل زينة الأرض من رأس، وأنّ اللهو واللعب يدوم ساعة أو ساعتين ثم تنقضي أيامه. ونظيرها متاع الغرور حيث يزول التمتع بزوال الغرور فهكذا الحياة الدنيا.

وحصيلة الكلام: أنّ نظر القرآن الكريم إلى الحياة الدنيا أنّها زائلة غير خالدة ولذا يقول: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مَا عِنْدَ اللهِ بَاق)[1] .

ومن هذا القبيل تشبيه الحياة الدنيا ببيت العنكبوت.

يقول الشاعر:

إنّما الدنيا كبيـ ـت نسجته العنكبوت

فهي لا تقاوم الريح اللطيفة، ولا قطرة المطر الصغيرة، ولاالنار الخفيفة، وغير ذلك.

وربّما يستدلّ على عدم إفادة «إنّما» للحصر بما في قوله سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَ لاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[2].

حيث إنّ الموحى به إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينحصر بتوحيده سبحانه، والإجابة عن ذلك واضحة في أنّ الحصر في الآية إضافي وليس


[1] النحل: 96 .
[2] الكهف: 110 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست