نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 263
إذن، الذي يظهر- حول بحث البكاء- من كلمات علماء الإماميّة- من فقهاء ومتكلّمين ومفسّرين ومحدّثين ومؤرّخين، ومن الروايات أيضاً- أمران:
1- كون البكاء الدعامة الأصليّة في الشعائر الحسينيّة ..
2- استمرار البكاء وتأبيده إلى يوم الثأر .. وقبل الخوض في تفاصيل ظاهرة البكاء يجب الإلتفات إلى جانب مهمّ جدّاً ..
حقيقة البكاء
أنّ البكاء مادة حيويّة للبحث في عدّة علوم، مثل علم النفس، والاجتماع، والأخلاق والفلسفة وعلم التّمدن والحضارة، قد شغل حيزاً في اهتمام العلوم الإسلاميّة .. وبمحاولة لمعرفة حقيقة البكاء نقول: أنّه فعل من أفعال النفس الجانحيّة لا الجارحيّة .. وهنا تظهر تساؤلات على السطح منها: أين تصدر النفس البكاء، وكيف تصدره، ومتى؟ هل البكاء فعلٌ سَلبيّ أم إيجابيّ .. باعتبار أنّ أفعال النفس الجانحية أو الجارحيّة لا تتّصف بلون ما بذاتها، وإنّما تتصف بلحاظ الغايات .. فيا تُرى؛ كيف هو البكاء في لونه الذاتيّ؟ فلابدّ من تحليله موضوعيّاً ماهويّاً تحليلًا عقلياً كاملًا لنرى ما هي أجوبة هذه الاسئلة ..
ولأجل ذلك، يجب الإلتفات إلى ما ذكرنا في جهات سابقة في الفصل الأوّل من الشعائر الدينيّة العامّة، وهو وجود أجنحة مختلفة في النفس قد جهّزها اللَّه عزّ وجلّ بها .. ولا ريب أنّ أحد أبواب معرفة اللَّه سبحانه ناشيء من معرفة النفس،
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 263